الثلاثاء، 18 يوليو 2017

مصريون في سويسرا... من أرشيف مقالاتي القديمة

مخربشات
مصريون في سويسرا
عماد أبو غازي
 من جنيف في 4 مايو 2008:
 أنتهى اليوم صالون جنيف الدولي الثاني والعشرين للكتاب والصحافة، وكانت مصر ضيف الشرف في الصالون، وقد حققت المشاركة المصرية نجاحا فاق كل توقع، نجاحًا على كل المستويات، شهد به منظموا المعرض من السويسريين وشهدت به الصحافة السويسرية التي عبرت عن هذا النجاح من خلال رسم كاريكاتيري بكبرى صحف جنيف تحت عنوان مصر ضيف الشرف في صالون الكتاب والصحافة، يصور الكاريكاتير الأهرام المصرية وإلى جوارها كتاب مقلوب على شكل هرم يدخل الناس بين صفحاته ويخرجون، هكذا رأت الصحافة السويسرية مشاركة مصر في صالون الكتاب، وهكذا كانت حقًا تلك المشاركة، لقد كان لي حظ زيارة صالون جنيف للكتاب لثلاث سنوات متوالية، وشاهدت التميز الذي كان عليه الجناح المصري، تميزه في حد ذاته وتميزه مقارنة بضيفي الشرف في العامين الماضيين، وجزء كبير من الفضل في نجاح الجناح المصري وتميزه يرجع إلى التصميم العبقري للجناح، لقد صمم هذا الجناح مصمم مصري متميز هو المهندس محمد عبد الكريم الذي أخرج تحفه فنية تجمع بين عراقة الحضارة المصرية القديمة في واجهة معبد سوداء ضخمة يعبر الزائر من خلالها إلى ساحة مفتوحة مضيئة تسمح بزيارة سلسة مريحة بين أرفف للكتب هي تبسيط لأعمدة المعبد، لقد جعل محمد عبد الكريم اللون الأسود، لون الحضارة المصرية، لونًا مبهجًا.





 على مدى أيام الصالون الخمسة كان الجناح المصري ممتلئ عن آخره بالرواد من السويسريين من مختلف الأعمار، وبأبناء الجالية المصرية في سويسرا وهي جالية تضم نخبة من المثقفين ورجال الأعمال كانوا عونًا ودعمًا لجهودنا ليس فقط طوال أيام الصالون بل على مدى أكثر عامين منذ بدأ التفكير في اختيار مصر ضيفًا للشرف في صالون 2008 وحتى اللحظة الأخيرة في المعرض، لقد لعبت الدكتورة فوزية أسعد الدور الأكبر في نجاح المشاركة المصرية في الصالون، وفوزية أسعد أستاذة للفلسفة وكاتبة روائية تعيش في جنيف منذ أربعة عقود وقد أصبحت من الشخصيات الثقافية المرموقة في جنيف وتولت رئاسة فرع نادي القلم في المدينة لسنوات طويلة، منذ أوائل عام 2006 تبذل فوزية جهدًا كبيرًا في التنسيق والترتيب لمشاركة مصر كضيف شرف في هذا الصالون المهم للكتاب والصحافة، وإلى جانب فوزية أسعد لعب أعضاء الجمعية المصرية السويسرية والجالية المصرية وأعضاء نادي الكتاب العربي بالمقر الأوروبي بالأمم المتحدة دورًا كبيرًا في مساندة المعرض، وعلى رأسهم رشيدة تيمور وليلى الوكيل وهدايات عبد النبي وجميل عطية إبراهيم وإبراهيم عوض وجورج أبي صعب ومحمود الخفيف وحسن حماد وغيرهم كثيرين.







 لقد حققت المشاركة المصرية بفضل هؤلاء جميعًا وبفضل الفريق المصري المتناغم الذي قادة الدكتور ناصر الأنصاري بحكمة وهدوء على مدى شهور طويلة نجاحًا في التعريف بالحضارة المصرية عبر عصورها المتوالية من خلال كالتراما التراث المصري التي تعد من الإنجازات المهمة لمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية، والبانوراما عرض يعتمد على التقنيات الحديثة وعلى إمكانيات الكومبيوتر في تقديم صورة حية للحضارة المصرية منذ أقدم العصور، وهذا المشروع من ابتكار الدكتور فتحي صالح ويعاونه في العرض مجموعة متميزة من الشابات والشبان الذين يقدمون نموذجًا تفخر به مصر، وقد كان هذا العرض الذي يقدم من خلال تسع شاشات كومبيوتر عملاقة يستقبل الزائرين في مدخل الجناح المصري ويعاد عرضه خمس مرات على مدار اليوم يلقى إقبالًا غير عادي، كما تضمن البرنامج الثقافي ندوة عن الحضارة المصرية القديمة شارك فيها علماء آثار من مصر وسويسرا.
 وحققت نجاحًا في تقديم الثقافة المصرية المعاصرة فكرًا وإبداعًا أدبيًا وفنيًا، من خلال مجموعة ندوات وحفلات لتوقيع الكتب شارك فيها مجموعة من المثقفين والمبدعين المصريين حضروا من مصر خصصيًا للمشاركة في هذا النشاط، إلى جانب مشاركة عدد من المصريين المقيمين في الخارج.






 وحققت نجاحًا في عرض الكتاب المصري من خلال مشاركة أكثر من عشرة من دور النشر الحكومية والخاصة بإصداراتها، ومن خلال تقديم أعمال الكتاب المصريين المترجمة إلى لغات أوروبية مختلفة، وتقديم ما صدر عن مصر وتاريخها بتلك اللغات من خلال المكتبة العربية بجنيف وصاحبها آلان بيطار، الذي ساهم بقوة في نجاح الجناح المصري في أن يقدم للقارئ السويسري ما يمكن أن يقتنيه من كتب لمصريين أو كتب عن مصر.


 يبقى بعد ذلك سر آخر للنجاح يتمثل في العون فوق العادي الذي تلقاه فريق الإعداد المصري للصالون وكل المشاركين في الجناح من القنصلية المصرية في جنيف ومن المكتب الإعلامي المصري في المدينة، قنصل مصر العام في جنيف السفير حسام محرم إنسان مصري مميز ومتميز، منذ عامين يساند عملية الإعداد لهذه المشاركة بكل ما يملكه من قوة وجهد، اعتبر المشروع مشروعه، واعتبر كل مشارك في هذا النشاط جزء من مسئوليته، تشعر وأنت تتعامل معه إنك تعرفه منذ زمن طويل، إنه أخ وصديق لكل مصري في الغربة، يحظى باحترام وتقدير وحب الجالية المصرية في جنيف.
 أما المستشارة الإعلامية ليلى بهاء الدين فلم تتركنا هي الأخرى لحظة واحدة تحملت مع قنصلنا العام أعباء كثيرة طوال فترة الإعداد، خصوصًا في الأسابيع الأخيرة، كانت سندًا قويًا لفريق الإعداد، ووجها مرحبًا بكل المشاركين، نجده بيننا عند كل مشكلة تواجهنا لتسهم في حلها.
 حسام محرم وليلى بهاء الدين كانا ضمانًا للنجاح، إنهما نموذجان لما ينبغي أن يكون عليه الدبلوماسي المصري الذي يجعلك تشعر أن هناك دائمًا من يساندك ويحميك ويتولاك، تحية لهما ولكل المصريين في سويسرا.

الدستور 7 مايو 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق