الاثنين، 17 يوليو 2017

مصر فى جنيف... من أرشيف مقالاتي القديمة

مخربشات
مصر فى جنيف



عماد أبو غازي
 يفتتح اليوم صالون جنيف للكتاب والصحافة، ثاني أهم معرض فرانكفوني للكتاب بعد معرض باريس، وفي هذا العام تنعقد الدورة الثانية والعشرين للمعرض الذي يعد حدثًا ثقافيًا مهمًا في مدينة جنيف السويسرية، ويفتتحه عادة رئيس الاتحاد السويسري، ويختار المعرض الذي تنظمه هيئة ثقافية مستقلة في كل عام دولة لتكون ضيفًا للشرف، وفي هذه الدورة تشارك مصر كضيف للشرف فى معرض جنيف للكتاب والصحافة، وعلاقة مصر بالكتاب وصناعته قديمة قدم تاريخ مصر المكتوب الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام، فقد ابتكر المصري القديم الكتابة التصويرية فى الآلف الرابع قبل الميلاد، كما اخترع المصريون القدماء البردى كمادة للكتابة، وسرعان ما كان للمصريين إنتاجًا فكريًا مدونًا على أوراق البردى وعلى جدران المقابر والمعابد، وفى العصر البطلمى احتضنت الإسكندرية أكبر مكتبة فى العالم القديم، وعبر مصر عرف العالم الكتاب المجلد نقلاً عن الأحباش، وإذا كانت فترة العصور الوسطى قد خلفت عشرات الآلاف من المخطوطات العربية والقبطية واليونانية فى مصر، وعرفت لفترة محدودة أشكالًا من ألواح الطباعة، فإن طباعة الكتاب بالمطابع الحديثة لم تستقر في مصر إلا فى القرن التاسع عشر الميلادى في عصر محمد علي، وفى ذلك القرن أيضًا ـ القرن التاسع عشر ـ دخلت الصحافة إلى مصر، ومنذ ذلك الحين تطورت الصناعاتان تطورًا كبيرًا.

المؤتمر الصحفي لإعلان مصر ضيف شرف صالون جنيف 2008


 واليوم تشارك مصر فى معرض جنيف للكتاب والصحافة من خلال خمسة عشر من دور النشر الحكومية والخاصة، تعرض نماذج من أهم الإصدارات المصرية، كما يضم الجناح المصرى ترجمات لعدد من المؤلفات المصرية المهمة لكتاب ومبدعين ومفكريين من أجيال مختلفة، ترجمات إلى الفرنسية والألمانية والإنجليزية، فضلًا عن مؤلفات لكتاب مصريين يكتبون بلغات أجنبية، كما يعرض الجناح المصري إصدارات عن مصر بالفرنسية وباللغات الأوروبية المختلفة.
ويصاحب المعرض مجموعة من الأنشطة الثقافية داخل المعرض وخارجه تعكس واقع الثقافة المصرية الراهن وتراث مصر الثقافى والحضارى حيث يقدم الجناح المصرى عرضًا تفاعليًا عن التراث الحضاري المصري أعده مركز توثيق التراث الطبيعى والحضارى التابع لمكتبة الإسكندرية، والذي يديره عالم مبدع هو الدكتور فتحي صالح، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات والأنشطة الثقافية تدور حول موضوعات وقضايا مختلفة، تناقش الخصوصية الثقافية والعولمة، والترجمة وحوار الحضارات، والمرأة فى الثقافة العربية، ومسيرة المرأة المصرية في العصر الحديث.

رئيس الاتحاد السويسري في افتتاح الجناح المصري


 وخصص البرنامج ندوات تتناول الفنون والأنواع الأدبية المختلفة في مصر حديثها وقديمها، فهناك ندوة حول مئوية السينما المصرية، وأخرى بعنوان مائة عام من الفن التشكيلى فى مصر، وندوة ثالثة عن تطور الرواية العربية في مصر من خلال الدور البارز لنجيب محفوظ، وأخرى عن توفيق الحكيم وتطور المسرح المصرى، ثم ندوة عن آثار مصر القديمة.
  وخصص الجناح المصري ندوة من ندواته بعنوان سويسريون في مصر، تهدف إلى تقديم نماذج لشخصيات سويسرية لعبت دورًا فى الحياة الثقافية والفنية والسياسية فى مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وقد وقع الاختيار على أربع شخصيات:
الرحالة يوهان بوركهارت، الذي زار مصر في مطلع القرن التاسع عشر وقام برحلة فى بلاد النوبة وانطلق من مصر لمجموعة من الرحلات فى بادية الشام والأردن أكتشف خلالها مدينة بترا القديمة كما قام برحلة أخرى إلى الحجاز ودفن في مصر وما زال قبره بها إلى الآن.
 وعالم الآثار الإسلامية ماكس فان برشم الذي اكتشف عددًا كبيرًا من النقوش الأثرية العربية ونشرها نشرًا علميًا وقدم بذلك خدمة مهمة لدراسة التاريخ والحضارة فى المنطقة العربية فى العصور الوسطى، وبهذه المناسبة يقام فى مدخل البهو الرئيسي للمعرض معرضا عن حياة بوركهارت تنظمه مؤسسة بروهلفتيا.
وجون نينيه رئيس الجالية السويسرية بمصر والذي عاصر أحداث الاحتلال البريطانى لمصر سنة 1882 وكتب عنها، وكان من المتعاطفين مع الحركة الوطنية المصرية والمؤيدين لها.
 ثم الفنانة التشكيلية مارجو فيون التى عاشت فى مصر معظم سنوات عمرها وقدمت أعمالها التشكيلية متأثرة بأجوائها محققة المزج الثقافي والفني بين تراث الغرب والشرق.
 كما تتضمن الأنشطة كذلك لقاءات مع عدد من الكتاب والأدباء المصريين وبعض الأدباء المصريين الذين يكتبون باللغة الفرنسية فى حوارات حول تجاربهم الإبداعية إلى جانب حفلات توقيع لعدد من الكتب العربية المترجمة إلى الفرنسية.
 ويضم الوفد عددًا من الكتاب والمبدعين البارزين إلى جانب عددًا من المسئولين عن مؤسسات العمل الثقافى الحكومية والأهلية، ويضم الوفد المصرى أيضًا عددًا كبيرًا من كبار المبدعين من أمثال بهاء طاهر المرشح لجائزة بوكر العربية وإبراهيم أصلان الحائز على جائزة كافافيس فى الرواية وأحمد عبد المعطى حجازى الحائز على جائزة كفافيس فى الشعر والفنان التشكيلى آدم حنين الحائز على جائزة الدولة للفنون وبعض المبدعين المصريين المقيمين فى الخارج من أمثال فوزية أسعد الرئيسة السابقة لنادى القلم بجنيف وجميل عطية إبراهيم هذا بالإضافة إلى عدد من المفكرين والكتاب من أمثال د. جابر عصفور ود. مصطفى الفقى ود. زينب رضوان ود. أنور عبد الملك ود. إبراهيم عوض.
وسيقام أسبوع للسينما المصرية على هامش المعرض، يشمل عرض خمسة أفلام مصرية لخمسة مخرجين يمثلون مدارس وأجيال مختلفة.

الدستور 30 أبريل 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق