الخميس، 17 أغسطس 2017

مريم وأنا... من أرشيف مقالاتي القديمة

مريم وأنا
عماد أبو غازي



 مريم بنتي عمرها النهاردة سبعتاشر سنة ونص، البنت كبرت، على وش دخول الجامعة، ما شعرتش بمفاجأة إطلاقًا بدخولها لمرحلة جديدة من عمرها، اللي بنسميهما المراهقة، يمكن لأنه بالنسبة لي شايفها بتكبر قصادي يوم بيوم وساعة بساعة، ويمكن لأني دايمًا حاسس إنها ناضجة من صغرها.
 الحاجة اللي خلتني أشعر إنها كبرت فعلًا، استقلالها عني، وقدرتها على إنها تنام بالليل من غيري، اتفطمت مني فطام نفسي بعد فطامها الطبيعي من أمها وهي عندها تلاتاشر شهر.
 حكاية فطام مريم النفسي مني أصلها من عمر مريم، من ساعة مريم ما اتولدت كان فيه علاقة خاصة بيني وبينها، ويمكن من قبل ما تتولد، الحقيقة أنا وبثينة كنا عاوزين بنت، لدرجة إننا اشترينا لها فستان بناتي قبل ما نعرف إنها بنت، وبعدها كنا مستعجلين على السونار اللي يحدد لنا نوعها علشان نطمن، وبالفعل اطمنا لأول مرة وبثينة حامل في الشهر السادس، من لحظة الميلاد الساعة تلاتة ونص عصر يوم 29 أكتوبر 1990 وأنا متعلق بمريم، في الأسابيع الأولى كنت باحسد بثينة إنها بترضع مريم وبتديلها اللي ما قدرش أنا أو أي أب يديه، مش كفاية إنها شايلاها تسع شهور، لأ دي كمان حتستفرد برضاعتها سنة كمان، أي حاجة ممكن أعملها لمريم بدل بثينة كنت باعملها، وأول ما بدأنا نقلل رضعات مريم لغينا رضعة النوم علشان نسهل فطامها، فكنت أنا بنيمها بالليل من وهي عندها 6 شهور، وكنت علشان أنيمها أقرا لها شعر، ساعات شوقي وساعات صلاح جاهين وساعات أمل دنقل وساعات صلاح عبد الصبور وساعات محمد سيف وساعات زين العابدين فؤاد، وكتير نجم، وأحيانا كنت أقولها هتافات الطلبة في مظاهرات 72 و73، المهم كلام فيه وزن فيه إيقاع، طبعا ما كنتش فاهمة حاجة، لكن ده اتسبب في حاجتين، أول حاجة حبها للشعر اللي مستمر معها لغاية دلوقتي، الحاجة التانية إنها لغاية سنتين فاتت ما كنتش تقدر تنام غير لو قريت لها شعر، يعني نجحنا في فطامها من الرضاعة الطبيعية بسهولة، لكن أصبحت محتاجة تتفطم مني!

 من سنتين بدأت مريم تنام لوحدها من غير ما أقرا لها شعر، بقت هي تقرا بنفسها أو تشغل موسيقى أو أغاني أو شعر من اللي مخزناه على الكومبيوتر بتاعها. ساعتها بس حسيت إنها كبرت، وحسيت مرة تانية إنها نضجت لما قالت لنا إنها بتحب، لما كانت طفلة كنت متصور إني هأغير عليها لما تحب أو تيجي تتجوز، لكن دلوقتي تأكدت إني أنا كمان نضجت، وإني مش بغير عليها، كمان أنا مطمئن عليها، وواثق فيها أنا وأمها، متأكدين من حسن تقديرها ورجاحة تفكيرها، علشان كده مش حاسس بأي مشكلة في "مراهقة" مريم.
الدستور صيف 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق