الخميس، 14 سبتمبر 2017

مصر في تورينو... من أرشيف مقالاتي القديمة

مخربشات
مصر في تورينو
عماد أبو غازي
 مساء اليوم الأربعاء 13 مايو يشهد مسرح كاريجنانو بمدينة تورينو الإيطالية وقائع الحفل الفني الذي يسبق الافتتاح الرسمي لمعرض تورينو للكتاب، حيث يلقي رئيس إتحاد كتاب مصر الكاتب محمد سلماوي كلمة الكتاب المصريين، وتقدم فرقة النيل للفنون الشعبية بقيادة المخرج عبد الرحمن الشافعي وهي من فرق هيئة قصور الثقافة، وفرقة الرقص المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية بقيادة المخرج وليد عوني عرضين فنيين قصيرين.


 في هذا العام يستضيف المعرض الثقافة المصرية كضيف للشرف، وتأتي هذه الاستضافة بعد أن شاركت مصر في الاحتفاء بالثقافة العربية في معرض لندن للكتاب في العام الماضي، وبعد المشاركة الناجحة لمصر في صالون جنيف للكتاب والصحافة والإعلام كضيف شرف في مايو 2008، كما تسبق بأسابيع قليلة المشاركة المصرية في معرضين للكتاب، الأول معرض نيو يورك نهاية هذا الشهر الذي يستضيف العالم العربي ليقدم ثقافته، ومعرض طوكيو للكتاب في يوليو القادم حيث ستكون الثقافة المصرية ضيفا للشرف.
 ويشكل النجاح الذي حققته المشاركة المصرية في جنيف في العام الماضي تحديًا كبيرًا أمام الفريق الذي أعد للبرنامج الثقافي والفني المصري المصاحب للمعرض، كما أن مشاركة إسرائيل كضيف شرف في تورينو عام 2008، تشكل تحديًا من نوع آخر.
 وإذا كانت مصر والثقافة المصرية ستكون في تورينو من 13 إلى 18 مايو، حيث ستحل ضيفا للشرف في معرضها للكتاب، لكن مصر في تورينو من زمان، فمدينة تورينو تعرف الحضارة المصرية معرفة كبيرة، ففي المدينة متحفا للآثار المصرية يضم مجموعات أثرية مهمة ترجع إلى عصر الحضارة المصرية القديمة والعصر الهلينستي في مصر، ويعتبر متحف تورينو للآثار المصرية أكبر وأهم متحف للآثار المصرية بعد المتحف المصري بالقاهرة، ومتحف تورينو واحد من المزارات الثقافية المهمة بالمدينة إلى جانب متحف تاريخ السينما المقام في مبى تاريخي يرجع إلى القرن التاسع عشر يعد في حد ذاته تحفة معمارية.

 وتحتفي مدينة تورينو ولعدة أشهر بالحضارة المصرية، حيث تستضيف متاحفها وقاعاتها ثلاثة معارض للآثار المصرية، تستمر على مدى عدة أشهر، ويتخللها استضافة ثقافتنا المصرية المعاصرة في معرض تورينو للكتاب.
 المعرض الأول، معرض الآثار الغارقة الذي تم افتتاحه في السابع من فبراير الماضي ويقام تحت رعاية رئيس الجمهورية الإيطالية، وتعرض فيه مجموعة من الآثار المكتشفة تحت البحر بالإسكندرية بالتنسيق والتعاون مع المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة.
 أما المعرض الثاني، معرض إخناتون فرعون الشمس، فقد افتتح في 27 فبراير ويستمر حتى منتصف أغسطس القادم، ويجوب هذا المعرض مجموعة من المدن الأوروبية، فقد شاهدته في مدينة جنيف في الخريف الماضي، ويضم المعرض مجموعة مختارة من القطع الأثرية التي ترجع إلى عصر إخناتون، والقطع تنتمي إلى عدد من المجموعات الخاصة وبعض مجموعات المتاحف العالمية، قام فريق الإعداد للمعرض بجمعها وترتيبها مع مجموعة من العروض الافتراضية المنفذة بالكومبيوتر التي تحول القطع الآثرية إلى واقع مشاهد على شاشات العرض، وترعى مؤسسة سان باولو إقامة المعرض في تورينو، ومؤسسة سان باولو مؤسسة مالية كبرى تملك بنكا يحمل نفس الاسم، وهي من الرعاة الأساسيين للنشاط الثقافي في تورينو بما في ذلك معرض تورينو للكتاب.
 أما المعرض الثالث بعنوان "مصر الخفية في بدمنت ـ مجموعات وجامعين"، والذي افتتح في 21 مارس ويستمر حتى 5 يوليو، ويعرض مجموعات من الآثار المصرية في متحف بيدمونت، المقاطعة الإيطالية التي تنتمي لها مدينة تورينو.
 ومدينة تورينو التي يقام فيها معرضًا سنويًا للكتاب يعد من المعارض المهمة في إيطاليا، مدينة لعبت دورا مهما في التاريخ الإيطالي الحديث، وكانت عاصمة لأهم مقاطعات إيطاليا، مقاطعة بيمونتي أو بيدمونت كما نسميها، تلك المقاطعة التي حكمتها أسرة سافوي الملكية، وقادت الوحدة الإيطالية في القرن التاسع عشر، ومازالت قصور آل سافوي في ضواحي تورينو شاهدة على التاريخ الكبير لهذا الأقليم وهذه المدينة، تلك القصور التي تحاكي قصر فرساي في فرنسا، والتي تحولت الآن إلى متاحف ومزارات للسياحة الثقافية.

 وفي القرن العشرين كانت مدينة تورينو من المدن الصناعية المهمة التي قامت فيها مصانع شركة فيات للسيارات، وأظن أن كلمة فيات هي اختصار للحروف الإيطالية الأولى لـ "مصانع إيطاليا للسيارات بتورينو". وقد تحول القسم الأكبر من مباني شركة فيات الآن إلى مركز تجاري ترفيهي "مول" يضم محلات تجارية وقاعات للعرض السينمائي ومسرحا وثلاثة فنادق فضلا عن المكاتب الإدارية.


 ومازال اسم فيات محفورا بأحرف كبيرة على واجهة المبنى الرئيسية، التي تمت المحافظة عليها من الخارج دون أي مساس بها، مع إعادة تشكيلها من الداخل لتلائم الوظائف الجديدة التي يستخدم فيها المبنى، بعد أن انتقلت أغلب مصانع فيات إلى خارج إيطاليا حيث اليد العاملة الرخيصة، ومن مكونات المبنى التي حرصوا على الاحتفاظ بها، مطلع داخل المبنى تصعد عبره السيارات إلى السطح، حيث كانت تتم تجربة السيارات الجديدة فوق سطح المبنى.


 في جزء من أراضي ومباني شركة فيات تقف قاعات العرض الضخمة التي يقام فيها معرض تورينو للكتاب الذي سيفتح أبوابه للجمهور صباح غدًا الخميس 14 مايو 2009.

الدستور 13 مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق