الأربعاء، 23 مايو 2018

المرأة العربية المبدعة في لندن... من أرشيف مقالاتي القديمة


مخربشات
المرأة العربية المبدعة في لندن
عماد أبو غازي
 اليوم الثاني من أيام الرحلة اللندنية، الخميس 15 أبريل، تبدأ أعمال المؤتمر، حوالي التاسعة صباحا إلتقينا في بهو فندق أنطونيت الذي نقيم فيه، بعض المشاركات والمشاركين يلتقون للمرة الأولى، حضرت الدكتورة نهى منظمة المؤتمر واصطحبتنا سيرا على الأقدام إلى جامعة كينجستون، الجامعة تبعد خطوات قليلة عن الفندق كما أبلغتنا نهى من قبل بالبريد الإلكتروني، اكتشفت بعد عودتي إلى الفندق أن شباك غرفتي يطل على المدخل الخلفي للجامعة.


 في قاعة المؤتمر بدأ التعارف بين المشاركين أثناء تناول الشاي والقهوة، ثم بدأت وقائع المؤتمر الذي استمر على مدى يومين، كان المؤتمر أقرب إلى حلقة بحثية تناقش إبداع المرأة العربية من زوايا مختلفة، الحاضرون في الجلسات العشر للمؤتمر هم المنظمون وصاحبات وأصحاب الأوراق البحثية وعدد من طالبات وطلاب الدكتورة نهى مولر بالإضافة إلى بعض المهتمين بالموضوع من الجامعة ومن خارجها، أظن أن الحضور كان في حدود مائة، وأظن أيضا أن هذا عدد ملائم لإنجاز عمل جاد ورصين، كانت قاعة المؤتمر مرتبة بشكل مريح.


 قبل أن تبدأ وقائع المؤتمر طلبت منا مساعدات الدكتورة نهى تعبئة استمارة تفيد موافقتنا على قيام الجامعة بتسجيل وقائع الجلسات بالصوت والصورة واستخدامها بعد ذلك، الكاميرات كانت أمامنا وليست كاميرات خفية، مع ذلك لم يبدأ التصوير إلا بعد أن وافقنا جميعا ووقعنا الاستمارات، هناك يحترمون حقوق الملكية الفكرية، فما سنقوله ملك لنا لا يجوز استخدامه إلا بموافقتنا، رغم أن الجامعة دعتنا وتحملت تذاكر سفرنا ونفقات إقامتنا، ذكرني ذلك بصديق عزيز في مصر، سينمائي مبدع يتحرك بجهاز تسجيله وكاميرته ويسجل بها في جلسات خاصة دون استئذان، حقا يخرج بتسجيلات صادقة وموثقة لشخصيات مهمة في حياتنا، لكنه يضحي بمبادئ احترام الخصوصية، بعدها بأيام كنا نسير في هايد بارك لفتت هالة جلال نظري إلى وجود لافتات تنبه زوار الحديقة إلى أن هناك كاميرات مراقبة بالحديقة، رغم أن الكاميرات واضحة تماما لكل من يدخل الحديقة، إنه احترام الخصوصية ومبادئ حقوق الإنسان، إنه فارق بين ثقافة مجتمع وثقافة مجتمع.
 جزء من جلسات المؤتمر كان شهادات لمبدعات في مجالات السينما والمسرح والإعلام والأدب ناقشن فيها تجاربهن الإبداعية من زوايا مختلفة ألقين من خلالها الضوء على موقف المجتمعات العربية من إبداع المرأة، وحاولن الإجابة على أسئلة كانت عناوين للجلسات في اليوم الأول، مثل: ماذا يعني الإبداع بالنسبة لي؟ إلى أي مدى يشكل إبداعي قيمة مهمة في مجتمعي؟ هل هناك ميزة لكوني إمرأة فيما يتعلق بإبداعي؟ والسؤال المقابل له، هل كوني إمرأة يشكل عائق في أمام إبداعي؟
 أما اليوم الثاني فبدأ بحوار أجرته نهى مع الروائية اللبنانية الكبيرة حنان الشيخ حول حياتها كقاصة.



 ثم ناقشت أبحاث المؤتمر في يومه الثاني قضايا التسويق العالمي للمنتج الإبداعي، ونظم المؤسسات التعليمية وتأثيرها على العملية الإبداعية سلبا وإيجابا، كما تضمن اليوم الثاني كذلك محاضرات عن تسويق العمل الثقافي والمبادرة الثقافية والاستجابات الثقافية السريعة لآليات الإعلام.
 شاركت في المؤتمر خمسة وعشرين من المبدعات والباحثات من لبنان والمغرب والعراق وسوريا والأردن ومصر وإنجلترا، وشارك ثلاثة باحثين من الدانمارك وإنجلترا وأنا من مصر.
 كانت الإنجليزية هي لغة المؤتمر، لكن بعد انتهاء المتحدثات في الجلسة الأولى من أبحاثهن ظهرت مشكلة، اللغة الأجنبية للمغربيات المشاركات الفرنسية وليست الإنجليزية، كان هناك ضرورة للترجمة إلى العربية أو الفرنسية، تحدث المغاربة والمصريون بالعربية التي يعرفها جل المشاركين في المؤتمر باستثناء أربعة أوروبيين تولى بعض مساعدي نهى وطلبتها الترجمة لهم، وتحدث باقي المشاركين بالإنجليزية، وقام المترجمون أيضا بالترجمة للمغاربة.
 في اليوم الأول قام المنظمون بدعوتنا على العشاء في مطعم في منطقة وسط ضاحية كينجستون يطل على نهر التيمز اسمه "ها.. ها"، كنا قد عرفنا بأخبار البركان لكن كان غالبيتنا يتصورن أن الموضوع لن يستغرق سوى ساعات ويعاد فتح المطارات.
 في اليوم الثاني، وبعد انتهاء أعمال المؤتمر عدنا إلى فندق أنطونيت وجلسنا في الحديقة لتناول المشروبات، ومعنا نهى وخلود الجمال الصحفية المصرية التي تعمل الآن في جامعة كينجستون وإحدى المشاركات في تنظيم المؤتمر، كانت الصورة قد باتت أوضح، البعض غادر الفندق إلى بيوت الأصدقاء في لندن حسب تخطيط سابق، والبعض ممن يعيشون في أوروبا يبحث عن وسائل نقل أخرى للعودة إلى البر الأوروبي، وبقينا في الفندق ستة من المشاركين بعد أن أدركنا أننا محتجزون في لندن لحين إشعار آخر.
الدستور 28 أبريل 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق