الخميس، 5 أبريل 2018

أديب من كولومبيا... من أرشيف مقالاتي القديمة


مخربشات
أديب من كولومبيا
عماد أبو غازي
 منذ سنوات يهتم المجلس الأعلى للثقافة بتقديم آداب أمريكا اللاتينية وثقافتها إلى المثقف المصري والعربي، وأدب أمريكا اللاتينية يحتل مكانة مهمة على خارطة الأدب العالمي، وقد جاء التعريف بهذا الأدب من خلال المشروع القومي للترجمة الذي احتلت اللغة الأسبانية فيه المرتبة الثالثة بين اللغات التي تمت الترجمة منها إلى العربية، واللغة الأسبانية هي التى كتبت بها جل آداب أمريكا اللاتينية وإنتاجها الفكري عمومًا. كذلك نظم المجلس عديد من الندوات قدم فيها أدباء أمريكا اللاتينية، وهي أنشطة عادة ما تلقى الدعم من السفارة الأسبانية فى القاهرة ومن معهد ساربانتس للغة الإسبانية، ربما كان من أهمها تلك الندوات الندوة التي أقيمت عام 2004 في مئوية بابلو نيرودا شاعر شيللي وشاعر الإنسانية العظيم، وتلك التي أقيمت عن جابريل جارسيا ماركيز أديب نوبل الكولومبي والذي يعد واحدا من أهم مبدعي العالم اليوم. ولم تقتصر جهود المجلس لتقديم ثقافة أمريكا اللاتينية على الترجمة والندوات التى تتناول الثقافة الأمريكية اللاتينية، بل امتدت إلى استضافة كبار الكتاب الأمريكين اللاتينين ففى 2003 استضاف المجلس بالتعاون مع سفارة بيرو بالقاهرة يوسا بمناسبة ترجمة إحدى أهم رواياته التي وقعها في ندوة تحدث فيها عن تجربته الإبداعية.


 وفي هذا الأسبوع استضاف المجلس الندوة التي نظمها قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، بالتعاون مع سفارة كولومبيا في القاهرة والتي تحدث فيها الأديب والدبلوماسى الكولومبي خوان جوستافو كوبو بوردا، وسفارة كولومبيا من أكثر السفارات نشاطًا فى مجال التعريف بالثقافة الأسبانوأمريكية، فلا يكاد يمر عام إلا وينظم القسم الثقافي بالسفارة الكولومبية أنشطة ثقافية يستضيف فيها بعض من أبرز الكتاب والنقاد الكولومبيين لتقديم ثقافة بلدهم للمثقفين المصريين، وهي من أكثر السفارات التي تسعى إلى تفعيل اتفاقيات التعاون الثقافي الثنائي التي تربط بين مصر وعدد كبير من دول العالم.
 وبوردا كاتب وشاعر ينتمي إلى عائلة أدبية، وقد ولد عام 1948، وتوزع نشاطه ما بين الإبداع الأدبي والنقد والعمل الدبلوماسي، وقد عمل مديرا لإدارة مجلة (إيكو) بالعاصمة بوجوتا (1973-1984)، ومنذ عام 1974 عندما نشر أول أعماله الشعرية "نصائح للبقاء في الحياة" تتابعت أعماله في هذا اللون، كما عمل في الفترة من 1975 إلى 1982 بمعهد الثقافة الكولومبية، كمراجع للأعمال التي تصدر عن المعهد، والتي بلغ إجماليها مائة وستون عملاً أدبيًا، حيث كان يقوم بإعداد وكتابة بعض مقدمات هذه الأعمال. وفي عام 1985 نشر صندوق الثقافة الاقتصادية في المكسيك عمله المثير للجدل "تحليل للشعر الأسبانوأمريكا"، ومن أهم أعماله "كل الشعراء قديسين" 1987، و"رسوم منشورة في أماكن بشكل عشوائي تمر أمام عيني"1991، و"الوصول إلى جارثيا ماركيز" 1997، و"بورخيس عاشقا" 1999، و"الشعر العاصف" 2001.
وتعد الأعمال التي كتبها جوستافو عن الفنانين الكولومبيين من أبرز مؤلفاته مثل: (خوان أنطونيو رودا) 1976، و(أليخاندرو أوبريجون) 1985، و(خوان كارديناس) 1991، و (صوفيا أوروتيا) 2001، ونشر في عام 2002 مقالاته عن 15 نحات ورسام كولومبي تحت عنوان "الرسامين الذين يخصونني".
 وتبرز مؤخرًا مجموعة مقالاته التي نشرت بعنوان "القارئ غير النادم" 2004، وعمله المقارن بين جارثيا ماركيز وألبارو موتيث (القراءة المتقاربة) باعتبارهما من أفضل ما نشر.
 وفي عام 2007 نشر جوستافو مختارات مطولة بعنوان (فن القراءة لجارثيا ماركيز)، حول أعمال بورجيس وبيري وأنديرسون ومونسيفايس وخوان بوش وأوبديكي وكويتزي.
وعلى المستوى الدبلوماسي عمل كملحق ثقافي في سفارة كولومبيا في كل من بوينوس آيرس ومدريد، وسفيرًا لكولومبيا في اليونان.
 وفي عام 1993انضم جوستافو لمجمع اللغة الكولومبي الذي يهتم بدراسات اللغة الإسبانية. وشارك في النسخة التاسعة لقاموس اللغة الإسبانية.
 وعمل في الفترة من أبريل/نيسان 1996 حتى ديسمبر/كانون الأول 1997 كمستشار ثقافي لرئاسة الجمهورية. وقام بمراجعة أربعين عملاً صادرًا عن مكتبة الأسرة الكولومبية. وشارك خوان جوستافو كوبو بوردا ثلاث مرات في لجنة التحكيم لجائزة خوان روفلو، في جوادالاخارا بالمكسيك. وجائزة رومولو جاييجوس (كاراكاس بفنزويلا)، وجائزة الملكة صوفيا لشعر إيبيروأمريكا (مدريد بإسبانيا)، وجائزة نيوستاد (جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية).
 وقد تناول بوردا في محاضرته التأثيرات العربية في الأدب الكولومبي سواء التأثيرات النابعة من الجذور العربية لعدد من الكتاب الكولومبيين والأمريكيين اللاتينيين عمومًا، سواء كانوا من الجيل الأول من المهاجرين أو من الأجيال التالية، أو التأثيرات بالأدب العربى من خلال دراسة هذا الأدب والإطلاع عليه.
 وعرض للصورة النمطية التي اعتبرت كل من أتى من المنطقة العربية عثماني، كما تناول نماذج التفاعل الثقافى والحضارى بعد الهجرة بين ثقافة المهاجرين الأصليين وثقافة بلد المهجر، وبراعة المهاجرين العرب فى التكييف مع الاحتفاظ بالجذور والحنين إلى الوطن الأصلي المحافظة على التقاليد، وفي نفس الوقت الحرص على المشاركة فى الحياة السياسية والحياة العامة.
 وقدم بصورة مشوقة نماذج عن الأدب الكولومبي لكتاب من أصول عربية، وبين كيف استلهم كل منهم التراث العربي والتراث المصرى القديم فى الأدب، كما عرض نماذج من شعراء استلهموا التراث العربى على الرغم أن أصولهم ليست عربية.
 كانت ساعة ونصف من المتعة أعقبها تقديم القهوة الكولومبية الشهيرة على شرف الضيف.
الدستور 18 نوفمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق